تقدّمت الكاذبة نحو الشرفة مطلّة على ضميرها
العابر في الضّباب ...لمحت أشلاء قلبها يلوكها حذاء الزّبّال المنهك .
انحنت لتتصفّح بقاياها فاذا بعين الزّبّال
تشدّها متلبّسة ...هو يعرف أن لا معنى له لديها , كلّ المعنى فيما تسقط عليه من
نفسها.تعوّد الفضول في أعين سكّان المدينة , شفقتهم المتصنّعة و حتّى ديناراتهم
الرنّانة ....تعوّد أخذها دون قبولها كمن يأكل للضرورة...لكي لا يغمى عليه, لتفادي
السّقوط .
ارتكزت على ساقها الخلفيّة لتنسحب خلسة بعد
أن هرولت بعينيها بعيدا و حنى هو رأسه متصنّعا
الحرج...هكذا عوّد نفسه ليصعد في سلّم رقيّهم ...كان يمقت النفاق.حوله كان يمكّنه
من غضّ النّظر دون تطرّف .
كانت منهكة من أرق البارحة و ما قبل البارحة و ما قبلها...كم
ليلة مضت منذ غاب؟كم ليلة و هي تصبّر نفسها بكذبات جديدة؟ ..وظّفت خيالها كله
لتكتب قصّة حبّ جديدة تكون
بطلة فيها لكنّها لم تتقن الكتابة لتصوّرها , ظلّت عالقة على
الشّرفة و في مقلة الزبّال الأحول ...
كنس بقايا قلبها شاقّا ضبابه و مرّ.بقيت هي تتبعه في شوق الى أن
التهمه الصّباح ثمّ عادت الى شاشة الكمبيوتر تكتب خسارتها في صمت.
Commentaires
Enregistrer un commentaire