الفراشة

-عندما أشعر أنك لم تعد تشعر بي أرتعش بردا و أحس بسواد غربتي في نفسي و بينهم
- هل تقصدين حقا ما تقولين؟
-لست أدري ...لعلي أوهم نفسي لاضفي بعض الدراما على حياة لا طعم و لا لون لها...
-لعلّ الألوان كلها اجتمعت فيك ,  أنت المتلونة لا الحياة
-كالفراشة قال الكاتب...
-لا ...حرباء على الأصحّ..
-يريد حرباء و سلحفاة بحرية في عيد ميلاده
-فهم الدنيا مبكرا نلك العبقري الصغير ...
-هو أيضا غريب بينهم
أنت جاهلة بنفسك لذلك تشعرين بالغربة-
-و انت عليم...
-لا أدّعي ذلك
-لكنك تضمره,دعنا منك...لن أسقط في أفخاخك اللغوية للسير معهن في متاهة نرجسيّتك الخانقة
-لم أجبرك على البقاء
-ولا أرغب فيك كعشيقة , أحسّ فقط بأننا يمكننا التّدافع
-حبّ جديد؟
-أضف نقطة: جبّ!ولن أقع فيه
-مم...أنت تائهة ...
-ولست من سيخلّصني...
-لا يمكن فهم من لا يتفهّم الآخرين
-أنت آخر من يتكلّم عن ذلك. انت آخر من يهتمّ بالآخرين ...متى ستفهم أنّك لست محور الكون و ان أثبت العالم كلّه عبقريّتك؟
-أنت مخطئة أنا أحسّ بعمق بالآخرين لكنني أتظاهر  بعدم الاهتمام بمشاغلهم 
-خانها ذراعها قالت مسحورة 
-شوية من الحنة و شوية من رطابة اليدين
-كفى سفسطة , كن صديقي !
-أخاف أن تقتحميني 
- و أن أفككك تفكيكا 
-و ان تؤلميني 
-أحس أن ذلك هو واجبي تجاهك , هه, وجدتها الرسالة التي بعثت اليك من أجلها!
-أنت و رسائلك !
-أؤمن بالرّسائل , أدب المراسلة يشدّني و يعلقني من حنجرتي غير بعيدة عن السماء...
- لعلّه يشدّك من رموشك  ثمّ يلهبك , تثبّتي
-دعنا من لعنات الصّغر 
-كبرت عليها كيف لك أن تتكبري  و تتبرّئي منها , هي بعض منك أو لعلّها هي المحرّك
-محرّك صدئ
-لكنه يدور 
-أكره قزقزته و صريره
-هي الكلمات...
-كلمات...
-أترقصين؟
- الى العبث!
(موسيقى كلاسيكية ...جسدان عاريان يرقصان, اضاءة بلا ألوان...خمر بلا لون و لا لون محدد للمكان)



Commentaires