تقدم الخنفس رافعا رأسه نحو
الحرباء العالقة في أغصان ياسمينة البيت الصّغير:
-لسنا في مكاننا !
-قضاء و قدر ...
-وهل قدري أن أعيش تحتك و أن
ترمقيني بازدراء من فوق؟!
-لست أنا من يرمقك...
-نسيت انّك تدّعين الألوهة
-بل هو أناي الأعلى يراني فيك
-هه؟؟؟
-نحن روح حللنا بدنين
- لا أرغب أن تحتويني من فضلك,
لي كياني الخاصّ , ثمّ انّك لا تمثلينني ...
-أعرف , لا تعجبك حركة عيناي الجاحظتين
و لا ثقل حركاتي و تفزعك تقلّباتي...
-ليس الشّكل وحده
المشكل...فلسفة التّأقلم هذه تفقدك هويّتك...لا أتعقّلك أحيانا و هذا أمر مفزع و
مريب ...كالألزهايمر, ألتفت فأجدك كلّ مرّة مختلفة...لو كنت فراشة لكان الأمر أسهل
بالنّسبة لي ...
-فراشة؟أوتقارنني بفراشة؟ كيف
يمكنك أن تقارن عمق حرباء بأجنحة فراشة ملونة ؟
-لحظة... لحظة.... لحظة, لا
تتسرّعي في الحكم على الفراشات من فضلك, أنسيت رحلتها مع الصّمت و الحيرة و هي
شرنقة؟أمر مؤثر حقاّ!
-لأسابيع معدودات أمّا أنا
فحياتي كلها تأمّل...رأيتك تغازلها قرب القرنفلة...
-ليس كما تضنين ...
- الحرباء الحمقاء...عنوان جيّد
لكتاب بلا قرّاء...
-أعلم أنني لن أجد أعمق منك ,
أن الغوص في ذاتك للبحث عن الألوان ليس بالأمر الهيّن و يكلّفك الكثير لكن وجودك
على الشّجرة و انتظار يوم أو يومين للحصول على قبلة بطيئة يشنّج أعصابي...
-ألم تقل أنّك مازوشيّ و تحب من
يدوسك و يمحقك كحشرة حقيرة؟
-نعم لكنني مشوّش الأفكار و
أحبّ الحركة ..
-كن واقعيّا...لست بتلك السّرعة
...أنت خنفس لا ثعبان ولا سحلية
-و احتقارك لي لا يساعدني على
تجاوز عقدي ...
-أنا أحتقرك؟
-لا تكذبي...
-هراء
-بقايا النّظام الغير منظّم...جهوية
بائسة...
-أعدها مرّة أخرى و سوف أختفي
في الألوان دون رجعة
-نسيت أنّنا في حديقة نجيل و
أنّ ذلك الولد الشقيّ سيجدك في لحظات ليشنقك من رجلك؟
(gazon)
- انت تكرهني...
-مفعول بي ...
-تعال لأفكّ سحرك...
-سأنام الى أن تصلي عزيزتي
...ثقي في حبي لك..
...أعرف ذلك ...أنا قااادمة-
http://www.youtube.com/watch?v=VJFH-UidZUs&feature=share&list=RD02g3nlPxwtKkE
Commentaires
Enregistrer un commentaire