هزّ و انتفاض....

لا يهمّ ان لم آت , لم يهمّ ان متّ , لا يهمّ ان سافرت, لا يهمّ ان لم أكن ...لا يهمّ ...كلّنا عابرون و سيأتي غد ينسيك في , ستأتي أخرى تنسيك من كنت  و من  أنت ...ستأتي أنا أخرى و سيفرح أناك الآخر و سيعمّ شبه الفرح و ستكونان بعضا منكم  و سأواصل السّير للبحث عني ...
جسد خامد أتعب من الأرق و أثقل من الحزن , جسد خامد منهزم على لوحة المفاتيح يرقن خبره و صمت الجدار, .نزيف الكلمات لا يكفّ و الرّوح تتقيّأ نفسها مع كلّ حرف ...
وقف النصّ متمرّدا على عنادي و دسته بكلمتين , لمزتني سطحيّة الوصف في عمق الجرح فاعتذرت بنقطة. عذرا لست منكم , عذرا ان تطاولت على جوهركم المصون..عذرا فلست سوى انسان...عبد لما تقرؤون. من أنا؟ من انا حتىّ ...لا لا ..انتحال, اوقفوا المهزلة , فلتعد من حيث جاءت...الصّمت بها أجدر! يا صمت , خذ اليك جمع المتطاولين , اترك لهم بعضا من  الحواسّ ...اسقهم  شهد الألم و جهّزهم للقاء  لا انتحال فيه, فليبحثوا في عبثهم عمّا يرويهم بصدق . هم, لا غيرأنفسهم  .
-كفى ! كونيّة كلماته , عندما أسمعها أنصهر فيها و أذوب كملحة
-كملحة ؟؟؟
-تعبت
-وأنا أيضا
- تذكّرت النّحل
-السّورة؟
-لا ,عندما كان بي يقين بأنّ النّحل يفهم لغة البشر فأغنّي لها : لحمي مالح لحمي مالح...
-بل هو يعقلها
-و النّمل أيضا و هم يخبرون اللّه بأعمالنا
-اذا هم من يدوّنون أفعالنا؟
-طبعا و يبعثونها رسائل رسائل الى جحر الأرض
-حيث الجحيم!
-نعم و عندما نموت نتحلّل و تنزل تربتنا نحو القاع, و هنالك نتكوّن من جديد!
-و نجد أنفسنا في عقر الجحيم!
- أو تنفثنا الأرض من جديد فنتحلّل في الهواء و نبعث في أجساد جديدة
-أو في العناصر !
-كان الهواء أجمل تجربة لي
-أو تذكرين ماضيك البعيد؟
-سسس, اخفضي صوتك ...هو سرّي الكبير
- من أين لك بالذّكرى؟
-لا يمكن أن أخبرك بذلك , دعيني أقصّ عليك  لهو الرّياح و مجونها , مجنونة الرّياح , تنفث التّراب فيغضب و يرتفع عاليا  ثمّ يستنجد بالمطر لكي يلقّننا درسا , يلطّخ أيادينا و شعورنا بالطّين  فنتركه و نرمي بأنفسنا في البحار التي تطهّرنا ...أحيانا نلهو مع المياه فترى الدوّامات تعصف و الأمواج ترتفع , اماّ اذا غضب بعضنا من بعض , عندها تحدث كوارث لا يدفع ثمنها سوى البشر...هل تذكرين تلك الموجة العملاقة التي أتت على الخضراء و اليابسة ؟
-أجل
ما الأمواج سوى تمشّي العشّاق من الهواء و الماء على دروب البحار , لا ملل حيث نحن و لا نهاية لأحاديثنا  اذ لكلّ مناّ سرمدا من القصص و الغرائب و العجائب , يومها كان العشيقان ذوي سلطان و جاه كبير ...علمت المياه بتبادل وعود ريحها مع موجة من ضفّة أخرى فارتفعت للتثبّت من الأمر و اذا بها تفاجئ بدوّامة من القبلات بينهما و بولادة عين ماء تدفق حبّهما ...اهتزّت غضبا و أغرقت اليابس و الليّن ,صرخت حتّى قسمت ظهر الأرض و بعثث الى الجحيم دون رجعة .تراجيديا اغريقيّة ما حدث.
 اذكر يوما أن عشقت نارا ألهبتني وجدا و فيما أنا أستنجد بالماء , قالت النّار , اصبري و ستري العجب ..انسقت ورائها فاذا بي في جنان الجحيم
-أفي الجحيم جنان؟
-البعض منّا يختاره لزيارة كبار العشّاق و الشّعراء و من عصف بهم الوجد حدّ الجنون, الحكمة كلّ الحكمة عندهم
-هم يسكنون الجحيم  عقابا من اللّه.
-مضحكة تفاسير البشر,هم اختارو الجحيم لينعموا فيه و ليمدّدوا لذّة الحياة في الآخرة
-الحياة جحيم اذا؟
-هي جزء ضئيل منه,لا يقصد النّعيم سوى الهادؤون ...المطيعون, الخانعون و المتعبون, امّا من تبقّى فيه نبض الحياة الشّرس و أبقى على حيوانيّته رغم الصّعاب فهو لن يتلذّذ سوى الجحيم!
-الجحيم احتراق
-الجحيم  لذّة موت متجدّد
-الجحيم ألم
-الجحيم صمود و تحدّ
-الجحيم وحدة
-الجحيم مقاومة و فرض لصوت الذات على بعبعة القطيع
-الجحيم عصيان
-العصيان تمرّد على السّائد و بحث في الضّمير
-العصيان جنون

-العصيان جنون الارادة و صوت الفرد!

Commentaires