و تواصل
ال"عيش" كمن لا يرى و لا يسمع و لا يتكلّم , لا تفتح التلفاز عند
الثّامنة و تغيّر قناة الرّاديو في السيّارة ما ان يشرعون في الكلام لأنّ و قع كلماتهم ينخر رأسك كمنقار عقاب...أنين
الموسيقى وحده يردّ الصّدى للأنين الصّامت فيك . الكلّ يئنّ .دون رؤية و لا صوت
يسمع من فرط الكلام الصاخب.
حدّة الأنين وحدها تدفعك لتلمّ جسدك المتعب و تستقيم
بعد ليلة لم تنم فيها سوى دقائق معدودات ... أصوات المفرقعات تهدهدك بعذوبة لتقودك نحو كوابيس الحرائق و الهلاك
الشّامل .تستيقظ على ماتبقّى منك يتآكل نفسه من حقيقة الرّؤيا فتغمض العينين و
تغوص من جديد في عتاهة العمل و العائلة ...حتّى تنهك قواك من جديد فتحتضنك أصوت
الباعة و زوامير السيّارات و روائح القمامات بحفاوة حتّى تصل لمثواك الأخير...ثمّ تذهب
للنّوم ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire