في صندوق الضّياع رمت بنفسها و الغريب أنّها لم تته, وجدت نفسها حيث كانت
وحيث ستبقى الى مدى الحياة. ليست بنقطة صفرو لا بخاتمة , هي هناك , حيث لا أثر لها
...تبحث عن نفسها فلا تجدها , قد تلتقيها حلما أو مصادفة في طريق ثمّ تكملان سيرهما كغريبتان .أحيانا تأتي لزيارتها
لكنّها زائرة خفيفة لا تطيل أبدا المقام.تروي أشياء تذهلها عن نفسها و تأتي بألحان
من الغيب , قد ترقص أحيانا على شرايينها عابثة بخلايا مخّها ثمّ تمضي ...شيئ فيها
لا هروب منه.مغناطيس يشدّها من الرّحم و يهزّ كيانها , شيئ لا تقوى على ايجاده عند
أحد غيرها.تخوض صراعها و تراهن أحيانا بما تبقّى من عقلها ثمّ تمضي الأخرى. لا متأسّفة
و لا فرحة. فقط مثلما أتت, على نفس الوتيرة ,ايقاع خطواتها البطيئ يختفي كالصّدى و
تغرق الأنا في فراغها من جديد.
رأت فيه سراب نفسها فركضت ثمّ تذكّرت أنّها في صحراء لا
متناهية. تعوّدت الآن على ألاعيب ذاتها فتأنّت وعلى محيّاها ابتسامة انتصار.صرخت
الأخرى: أوتجرئين؟
أجابت دون جواب.فركض الصّمت بينهما مرارا ثمّ توقّف في ذهول.ضحكتا للمرّة
الأولى معا وواصلتا السّير ."الغد أجمل , اتبعيني" " لست أمشي
وراءك أنا فقط أواصل طريقي و أنت متواجدة عليه"
"حسنا , سأمشي أنا أمامك اذا"
قهقهة مجانين.
Commentaires
Enregistrer un commentaire