لست أسعد من البارحة و لا أتعس من الغد, أنا
كما البارحة ...بعض منّي يرغب في مواصلة الطّريق و البعض الآخر يرغب في الوقوف حيث
هو ..ليس ذلك عن يأس ممّا ستأتي به رياح الغيب .تعب و رغبة في تقاعد
مبكّر من أمور الدّنيا. رغبة في التصوّف و الانعزال بعيدا عن شرّ البشر و ثقل
دقّات السّاعة على قلبي المرهق.أنا اليوم كما البارحة و غد ليس بأفضل ,هو فقط
اكتمال للماضي و تواصل معه. لم يعد نجاحهم ولا اعترافهم يعنيني و ان كانت غريزتي أقوى ممّا مضى .
اليوم سيكون غد و الحرب دائمة بيني و بين
نفسي , بيني وبينهم , بين الاسلاميين و الحداثيين , الاسرائيليين و الفلسطينيين ,
بين جبهة النّصرة و جنود "بشّار" , بين الاخوان و التقدّميّين , بين
الجهل و المعرفة , بين جهل المثقّفين و معرفة الأمّيين ...بين الفطرة و الموروث ,
بين الحبّ و الكراهيّة .
الحقّ كعبق زهرة تتلاطمه النّسمات و الفكر يطارده بين هؤلاء و
ذويك ...و الحرب نيران يوقدها زفير الشّياطين في أفئدة البشر....و العالم عبور و
أخطاء تتوالد من بعضها البعض ...ثمّ حبّ صادق يكمّدها من النّفاق حنينة قبل الانكسار.
ما أنا سوى صوت ضئيل من فؤاد يبصر حينا و
يعمى أحيانا,ما أنا سوى شعاع يظهر و يختفي في رحلة توق نحو المطلق . نحو الاه
لعلّه لا ينتظرني شخصيّا هناك . من أنا حتّى ينتظر رجوعي اليه ؟ و ماذا سأحمل بين
يديّ كي يراني؟ قلب نابض بنور ينصهر فيه الى الأبد؟ تراه سيضمني اليه كشمس تلمّ
خيوطها قبل الانسحاب أم أنّني سأتوارى و أضمحلّ قبل الغياب؟ أو لعلّي سأحترق فيه
قبل الوصول...كمن أخطأ الطّريق نحو قلب الالاه و اتّخذ سراديب الظّلام طريقا
نحوه...الكواكب ستخبركم عنهم و النّيازك ستحدّثكم عمّا ستؤولن...أمّا أنا فسأقف
حينا للتّأمّل و سأواصل السّير منقادة بفضول الغريزة و ببعض من الارادة .
الحكاية تكتب و أنا إلى روايتها ساعية , قد
تبلّغ شيئا وقد يفقد المعنى ... قد يرى الربّ تقرّبي منه و قد لا يعجبه لغوي ,
لكنّني سأرفع الغطاء و سأنهض من نعشي ,سأجلس على المكتب لأوحي لنفسي بعض نبوّة .
سأواجه نفسي من جديد و سيؤلمني ما سيخرج منّي قبل أن ألفضه.سأتّخذ
قرارات حمقاء قبل حلول الدّورة و أتداركها بأعذار أحمق منها و يدخل شهر جديد ثمّ
عام جديد وأنا أتعثّر مع حمقي وعصى بصيرتي العمياء
...لكنّني سأواصل البحث عن حقيقتك
أيّها الرّب حتّى تحرقني أو أحترق فيك.
Auguste et Louis Lumière
Commentaires
Enregistrer un commentaire