فتح...

ارتفع الصّوت فيك و دوّى :"أكتب! أكتب باسمك و باسم المجانين حولك",دثّر نفسك و ارمي الغطاء على صبر الصّامتين حذوك ...ارفع صوتك بالنّداء : لستم وحدكم ولا أنا. نحن معا نصارع الفناء .الحبّ موت و البقاء موت و الآخر موت...تريدين الرّحيل و لكن الى أين بلا بوصلة عقل؟
فرائص مرتعشة و عقل ثمل  يترامى على أرصفة الشكّ و البارانويا...بأيّ وجه سألاقيك و أنا التّائهة بين الكلمات.لا لست سيّد الكلمات , لا أنت و لا غيرك و إلاّ لكنتم فككتم القيد...لا مفاتيح للكلمات و لا هم يرقنون ,لا أبواب تفتح و الكلاب الجائعة مرصودة في الخلاء وراء لوح الكلمات...
بحث ثمّ لا وجود. الكلّ يتخبّط في شبكات الحروف و الكلمات ليندثر في اللاّ معنى ....كثرت النّصوص و الأحاسيس و الصّور و لم يعد للخراب النّفسيّ معنى . خرّب الزّمان و خرّب المكان و خرّبت أرض الجدود و خرّبت المنظومة الاجتماعية الأخلاقية و البتروأمريكيّة و الخليجودينيّة و الاشهاجسديّة ما تبقّى من الانسانيّة...دخل الكلّ في رقميّة لا متناهية تمحي الفرد و تسطّحه للعموم . كغسّالي الدّماغ في "أبّطوار"
Abattoir
يلطخون الأدمغة أرضا و يخبطونها مرارا حتّى تصبح كالجيلاتين البيضاء ,خالية من الدّماء , ثمّ
 يغمسونها في  الملح حتّى تنشف تماما...عندها تجمّع في أكياس بلاستيكيّة و تعرض على طاولات كرتونيّة أمام الجوامع و في الأسواق . "المخاخ المجفّفة " ب15 دينار المخّ ,يكتب فوقها  :يفضّل أكله قبل حلول الصّناديق ويمكن اضافة  قارورة مشروبات  ساخنة لمفعول فوريّ.
حام المتساكنون كالذّباب حول محلّات الأدمغة المجفّفة , كنت تراهم يمضغون بصعوبة مضغ اللّوبان المرّ ...العربي كما يقولون و يلوكون و يلوكون حتّى تنهك الفكوك وتنشف الرّؤوس و تتيبس الأدمغة كالّلّوبان المرّ...العربي كما يقولون...

كم كان وهم التّفرّد مع الرّوح القدسيّة قويّا بعد استهلاكها و كم كان خوض تلك التّجربة الإلهية مثيرا للشّهوات و حافزا على التّعمّق أكثر في فلسفة الأدمغة النّاسفة ...كنت ترى عائلات بأكملها تتعاطى أفيون الأدمغة النّاشفة .
فتتهاوى النّساء مخمورات من شدّة المغض و يزداد الرّجال مغصا على  مغص  



Commentaires