De l’intégration ...des humains ...

و تستيقظ على شعور عميق باليتم فتستغرب نفسك وتستنكر أحاسيسا من المفروض أنّها زالت أمام زمن يتيم ومجتمع ميتّم و أمّة يتيمة.أما زال ليتم الأب معنى؟ تتذكّرحلم البارحة فتشمئزّ: امرأة تبتلع شعرة الرّسول و أنت تتأمّلها مستغربا فتجيبك بأنّ ذلك من شأنه أن يكشّفها على عالم الغيب ...تضحك منها ومن سذاجتها:"ما عادش تقازة بالسبحة  توّ ولّيت اتّقز بالشّعر؟"...تنخزها كلماتك لكنّها تحافظ على قناع الخشوع والاعتقاد العميق في صحّة أقوالها.ثمّ تستهدفك بالقول: يمكنك العيش ب ومع أحلامك أنت,هل تدرك ذلك؟  يبتعد الزّوم قليلا و تراها من جديد ,هي وخصلة الشّعرالكستنائيّة في جدل ماورائيّ فتتسائل في  داخلك " الى متى سأحتمل رؤية هذا؟
تتذكّر أنّك البارحة نمت على مشهد انتحارك ,كنت رأيت نفسك تبتلع حفنة لا بأس بها من الأقراص المنوّمة بعد أن قطعت شرايين يدك اليسرى ثمّ توجّهت بالسيّارة نحو صخور البحر لتلاقي الأمواج. كم سيكون مؤسفا لو أخفقت العمليّة, سيكون أكبر عار لك. يجب أن تنجح و الاّ فلا تحاول.
تتذكّر أيضا أنّك تألّمت كثيرا البارحة , كمن ضرب ضربا مبرحا ولم يعد يقوى على النّوم من شدّة الألم...تتذكّر الحقد والكراهيّة التي تملّكت بنفسك و قوّة سعيك لكبحها وإخفاءها على الآخرين. كمن يخفي عورته وهي محال. عاصفة من انفعال كادت تقصف بما تبقّى من عقلك ...وسقط الّيل على كاهلك.
مالذي سيحدث لوبقيت وحيدا؟ تراك ستصاب باحباط أكثر ممّا أنت فيه؟ماذا سيحدث في الوجود لو اختفيت منه؟
هل سييسقط العالم في اللاّ توازن لو سقطت روحك في العدم؟ لا شيئ يعجبك ولا شيئ يسليك عن فكرة الموت, صباح ومساء ....لا شيئ ينسيك أنّك لا شيئ, لا شيئ يرفعك نحوالسّماء و لا شيئ يشدّك للتّراب...أنت لا شيئ من هواء .تراني حقّا مزيجا من انس وجان ؟ماذا لو كان كلّ ما أقوله عنّي صحيح بعض الشّيء ؟

أشياء كثيرة تخامرك .كم من الأفكار ستحتمل رأسك؟ وهل كلماتهم وحروفهم ستحتويك؟ لا لغتهم من تراب , يجب أن تكتب عنك في الصّمت . صوتا و صورة أيضا ....ستجد وسيلة تكتب بها ما لا يقال  وما لا يكتب بلغات العالم وما لا يسمع على ذبذبات  العالم و ما لا يرى إلاّ في مخيّلات المجانين و المساجين و اليتامى و 
المغتصبين و كلّ ضحايا اللاّ اندماج.

Commentaires