عزيز و رحل..

لم آلمني فراقك أكثر ممّا توقّعت؟
لعلّ السّبب في ذلك أنّني لم أتوقّعه أصلا ...أمر لم يكن في الحسبان و...وقع
لم يكن من حقّك أن تقع لأنك رفضت حتّى الجلوس احتراما للألم 
 رفضت الخضوع للمرض ولغدر الرّجال والزّمان
 كنت عنيدا جدّا...رافضا لكلّ البروتوكولات في حضرة الوجع
فأرسل لك جواسيسه قبل أن يبعث بها هي لتخترق  خلاياك و شرايينك  
  باغتتك في النّوم كخائنة رخيصة تتسلّل بين أغطية الأسرّة لتقبض أنفاسك خلسة 
من مثلك لا ينهكه مرض و لا يفرض عليه أحدا حميات أو مرارة ترياق..
من مثلك يرفض ثمّ يفرض طريقة موته على السّماء
 يصرخ في وجه القابض.:خذني كما أشاء لا كما حتّم عليّ الفناء 
   لعلّك ضحكت من نفسك و أنت مغادرها 
 تراها عزّت بك؟ تراك ذعرت من رحيلها؟
  لا ...أعلم بأن لا....كنت منتشيا بالرّحيل مستغربا صعودها البطيئ في نفس أخير نحو المنتهى
كنت تعرف نشوة الرّحيل و غرائب الوجود كلّها  
من مثلك يعلم و يرى أحلامه و مصيره في اليقضة
لا حاجة للنّوم لبلوغ  الرّؤى ...

 أبو العزّ عزّ بي رحيلك ...كن في رعاية  المولى
 :) ان شئت.....



Commentaires