أحيانا أقصى ما تحس به هو أنّك انسان
"متروك"
متروك من بطن أمّك الدي آواك...متروك من أبوك
الّدي ذهب و لم يعد فبقيت تجري و تركب القطارات لتزوره في العطل الصّيفية و الأعياد
...قبل أن يرحل نهائيا ..أنت انسان
متروك من عالم المثل الّدي كبرت عليه...متروك من الأخلاق التي زالت...متروك من مفاهيم سظحيّة تربّيت عليها اختيارا منك للتخلّي عن المنظومة الأخلاقوية و الاسلامويّة : قرّرت أن ترتع
لوحدك بعيدا عن القطيع...أنت انسان متروك لأنّك اخترت الابتعاد و المشي وحيدا في
الخلاء و لأنّ الشّوط الّذي قطعته لم يعد يسمح لك بالعودة نحوهم و لا الجزم بأنّك
لاقيت نفسك. أنت هناك ...أقرب من نفسك ممّا كنت عليه وأنت تحت جناحهم لكنّك مازلت
تبحث ...وحدك...بعيدا عن حكم العجائز و بديهيّات العادة و التّقاليد...
أنت متروك لأنّك تغامر بانتمائك و بمشاعرك و
بكلّ شيئ فيك...متروك أيضا من نفسك التي استرخصتك فراحت تجازف بك في بحر هائج غير
عابئة بغرقك...و لا بنحيبك المكتوم .نحيب نفسك المتعبة التي تقاوم و نقاوم منذ سنين فكرة الفشل ...الخطر محدق
بك...يطوّقك في الظّلام و لا ترى سوى أعين الدّئاب تشتعل نارا حولك....لست ضعيفا و
لا خوف من الموت و أنت تصارع ...ستموت في معركة أخيرة ...لكنّ شعورك بالاّ انتماء يؤلمك أحيانا...أكثر من
أنياب الذئاب و هي تقطّع لحمك....
Commentaires
Enregistrer un commentaire