بين الزّواحف و الطّيور...






و أنت في طريقك إلى الفناء
لا تنسى ان تقضم التفاحة و الحياة معا 
بلهفة طفل جائع 

لا تنسى ان تشرب أكثر مما يتحمله جسدك 
و ان تسكر حتى السقوط 
فهو دليلك و حجّتك على الوقوف

لا تنسى ان تكسر و تهشهش عظام فرخ سمّان او حمام متبّل لم يكمل تغريدته الأولى

لا تنسى ان تضاجع جنّية في ربيع العمر تنهك قواك  و تلهمك حبّا  اعتقدته صادقا 
فأوشكت به على الهلاك

 لا تنسى ان تنتحب و تولول في الظّلام فالحياة بلا ألم... لا تطاق...

أنت
لا تنسي ان تطلقي العنان لخصلات شعرك يتلاعب بها الريح و انامل صبيّ فتيّ تائق  لدروس في الكامسوترا 

لا تنسي ان تضيعي بين الأزقّة المظلمة ليلة شتاء موحشة

ان تركبي مع مجهول نحو وجهة مجهولة 

ان تقفزي من المرتفعات و ترمي بنفسك حيث لم يسبقك أحد

و أنت في طريقك إلى الفناء 
لا تنسى  ان تتمرّد على كل شيء

على مجتمع أراد رسم حياتك
على حاكم بائس متطاول و عنيد
لم يشفى من عقد التسلّط و الطغيان

و أنت في طريقك إلى الفناء 
لا تنسى ان تحيد 
عن طريق سريعة  أوهموك بان خطوطها الشاحبة ستقودك بالسّلامة 

عن حتميّة لم تخترها 
عن نفسك 
عن جسدك 
عن نجاحات زائفة  كادت أن تصبح احلامك
عن عدوى الأوهام

أنت
لا تنسى ان تتمردي على الزمن 
و ابعثي له برسالة مشمّعة ينهمك في فكّها فيما انت تضحكين

يقرأها بشغف و دقات قلبه تتسارع نحو حتفك 

" لن  تقيّدني .لن تقتلني قبل الأوان. سآخذ نصيبي كاملا من الحياة"

لا تمضي أسفل الرّسالة كما يفعلون 

لكي لا يقتفي أثرك و لأنّك لست إسما كما يريدون. أنت انسان .

و أنت في طريقك إلى الفناء 
خذ نصيبك من الفرح و ان رفضوه لك 

و أنت في طريقك إلى الفناء
لا تزحف للموت بل قف و قاتل!



عذرا للسمّان و للحمام. زارتني ام الفرخ في المنام ليلة امس و رأيت عينيها عن قرب . كنت كدودة في القبو و هي تطل بحثا عن غائب كانت ترعاه بكل ما لديها من وجدان .لا و لم تفهم ما حصل و حتما ستنسى ما كان بعد أسبوع او اثنين  لكن فراغا مضلما و موجعا استقر في صدرها فصمتت حتى حل الشتاء. 
لا أحد يتحدث عن حزن العصافير و عن صمتها، عن مدى ثقله على جناحيها و على جسدها الضّعيف.لا أحد يتحدث عن فقدانها لرغبة الأكل و الحياة. ..ولولا الانتماء  لماتت فرادى على أغصان الشجر. لا هجرة ولا هم يرحلون....


La chute d'Icare . Jacob Peter Gowy

Commentaires